:
سماء الامس كانت ممطرة..... وغيومها كانت داكنة ..
والهواء كان يبكي .. عويلا
:
:
منذ الصباح .... كنت خدرة.... ولم تفلح قهوتي في تنشيط خلايا مخي التي تبلدت من البرد ...
قررت الا اذهب الى العمل اليوم ... منذ مدة وانا اعاني مزاجا ملغوما ... تماما كسماء الامس..
شعرت بقشعريرة ... فسرت الى غرفتي ابحث عما اضيفه فوق ما احمل على كتفي ...
ولمحته بين ملابسي ....
:
:
جدتي ... حينما ذهبت روحها الى السماء .. لم تترك خلفها مالا ...
وحين ذهبوا بكفنها ... وانقضت ليال سود كثار ....
امي واخواتها .. وزعن ثيابها وحاجياتها .. طلبا للاجر من جهة ... ومحاولة لتخفيف الم التذكر من جهة اخرى ..
:
وطالبت انا به ...
شالها الصوفي الازرق ...
كانت ترتديه دوما ..
تبدو فيه بوداعة جنية ............... طيبة !!
:
اوصتني امي ان اقرأ الفاتحة على روحها كلما ارتديته ...
وحقيقة ,,,
منذ ذلك اليوم ... قبل اربعة اعوام مضت .... لم اجرؤ على ان اضعه فوق كتفي ....
كنت كلما فتحت خزانة ثيابي ... المحه ... اترحم عليها
ولا المسه......
:
تناولته من بين ملابسي المطوية ... وضممته الى صدري ... فجاشت روحي
اشتياقا ... .
اكتملت وصفة الانقباض اذن ....
تابعت الريح بكاءها ... وتابع شال جدتي ... بث رائحتها الى كل خلايا جسمي .
:
:
متى غفوت ...؟؟ لا ادري ......!!!
وحين صحوت ... شاب روحي الم .... وتربعت غصة في حلقي ... وقلبي اوجعه .. الاشتياق ..
تلحفت به ... جيدا
:
:
لاادري لهفتي لدفئه .... او دفء جدتي ...
ماسر التصاقي الطفولي بذلك الدفء القديم ...؟؟
:
:
ربما لانه اكثر صدقا من اشياء كثيرة في هذه الايام ... وربما لانه .. لن يعود.....
هو ........ لن يعود ..!!
تتنامى داخلي ..رغبة رمادية للبكاء ...
اهو الطقس ...
ام رائحتها التي تشبع عقلي بها ...؟؟
:
:
:
الايام الجميلة ... حضنها الدافئ ..
مفاجاتها البسيطة السارة ...
دفاعها عنا حين كانت امي منا تغضب ....
وكثيرا كثيرا من امور ذهبت
:
:
ولم يبق الا رائحة جدتي .....
..... وشالها الازرق .